أقصد ماهي الدوافع الرئيسة التي جعلت الشعب الفلسطيني يتكيف ويعيش حياته برغم من قسوة الاحتلال ؟[/color]
بإرادته التي يتمسك بها في وجوده متوكلاً على الله سبحانه وتعالى ومؤمناً أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع اليسر يسرا، وأن دوام الاحتلال هو شيء مستحيل وأن زواله القريب هو شيء حتمي وأن الصبر في هذا الموقف هو ليس من أجل الحق الفلسطيني فقط بل هو من أجل الحق الإسلامي والعربي لأن القضية الفلسطينية هي قضية كل الحاضر الإسلامي والعربي، ولذلك فهذا الشعب الفلسطيني يدرك كل ذلك ويدرك أنه في امتحان ، نعم الامتحان صعب وشديد ومؤلم وموجع، الامتحان يحتاج إلى تضحيات بالدماء وبالحريات وبالصبر على الدموع وبالصبر على جوع الأطفال وبالصبر على مشاهد الأرامل، يحتاج إلى كل ذلك ولكن في تصوري شعبنا الفلسطيني يتمسك بموقفه الثابت في وجه الاحتلال الإسرائيلي ليكون بمثابة الحصن الذي يمنع امتداد هذا السرطان الصهيوني في العمق الفلسطيني والعربي والإسلامي.
· لن نرحل – شعار قديم – هل لايزال الشباب الفلسطيني مقتنع به، أم أنهم أخذوا يميلون إلى الهجرة، وترك الإرض للغاصبين؟
لاشك أن الجواب محسوم نحن على يقين أننا كشعب فلسطيني أصحاب الحق في هذه الأرض، نحن لم نغتصبها من أحد، نحن قد عشنا فيها أجيالاً بعد أجيال متمسكين بحقنا في أرضنا، متمسكين بحقنا في القدس الشريف، متمسكين بحقنا في المسجد الأقصى، نسعى لبناء حاضرنا ونسعى لبناء مستقبلنا في هذه الأرض، ولذلك من الطبيعي أن يتواصل وجودنا وامتدادنا وأن يتواصل تكاثرنا في هذه الأرض وأن تبقى لنا وأن تبقى لأولادنا وأن تبقى لأحفادنا وأن نبقى بإذن الله رب العالمين الحصن الصادق الذي يقف في وجه امتداد السرطان الصهيوني في العمق الفلسطيني أو في العمق العربي أو في العمق الإسلامي.
ونحن بإذن الله رب العالمي ندرك أننا يوم أن نصر على هذا الموقف فلن يكون التمسك بهذا الموقف بالمجان، نحن ندرك أن وراء ذلك تضحيات، وشهداء، وسجونا وأيتام وأرامل وحصار وتجويع ومن وراء ذلك مرضى وآلام ومن وراء ذلك المعاناة الطويلة، ولكننا نؤكد مرة بعد مرة أن شعبنا الفلسطيني خلال عشرات السنوات الماضية قد أكد في واقع عمله أنه قد حمل هذه المعاناة متوكلاً على الله سبحانه وتعالى ومؤمناً بأن دوام الاحتلال الإسرائيلي هو مستحيل وأن زواله هو أمر طبيعي، وكذلك شعبنا الفلسطيني يؤمن بأن هذا الموقف الذي يقوم به هو ليس انتصاراً لنفسه فقط بل هو انتصار للحاضر الإسلامي والعربي بحقنا التاريخي والحضاري في هذه الأرض، وبحقنا الديني في هذه الأرض، وبحقنا وحق أبنائنا وأحفادنا ولحاضرنا ولمستقبلنا.
· أمام محاولات التجويع الحاصلة في الأراضي الفلسطينية، وأمام النزاعات التي تحصل بين الحين والآخر بين الفصائل الفلسطينية، ما هو دوركم؟ أم أنتم في جزيرة منعزلة؟
حاشى لله أن نكون في جزيرة منعزلة، وكيف لنا أن نرضى بذلك والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: من بات ولم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، ولذلك نحن ندرك أن المأساة الفلسطينية هي مأساتنا هي ألمنا، وأن السعي إلى تجاوز هذه المأساة هو طموحنا وأملنا بإذن الله رب العالمين، وحول قضية الحصار والتجويع فنحن لنا دورنا الطيب بإذن الله رب العالمين من خلال مؤسسة الإغاثة التي تشرف على كفالة أكثر من 13.000 يتيم من أهلنا في الضفة الغربية وقطاع غزة والتي تقود حملات إغاثة موسمية في فترات الأعياد وخلال شهر رمضان المبارك وقبيل المواسم المدرسية التي تقوم بحملات إغاثة لدعم حالات خاصة مثل المرضى.
نحن لا زلنا نقوم بهذا الواجب وهو واجب علينا ولن نرضى لأنفسنا أن نقصر فيه أو أن نتنازل عنه، ونحن كنا من المبادرين الأوائل لإقامة هيئة الوفاق الوطني يوم أن لاحظنا وجود مظاهر مقلقة بدأت بعد الانتخابات الأخيرة في مسيرة شعبنا الفلسطيني وما زلنا نؤمن بأننا يجب أن نعمل في سبيل دفع المسيرة الفلسطينية نحو حكومة وحدة فلسطينية تحفظ وحدة البيت الفلسطيني وتحفظ وحدة المسيرة الفلسطينية.
· كيف تواجهون المخطط الإسرائيلي لتفريغ المناطق الشمالية من عرب 48 إلى الجنوب ؟
نحن نعاني من سياسة الاضطهاد القومي، من سياسة الاضطهاد الديني، من سياسة المطاردة الاستخباراتية لحياتنا ومسيرة مؤسساتنا، وكنا في شئوننا العامة التي تهم كل مجتمعنا الفلسطيني، نحن ندرك أن هذه السياسة العنصرية لا تزال تتمثل في السعي إلى مصادرة أرضنا وإلى السعي إلى هدم بيوتنا ومصادرة حقوقنا الكثيرة ولذلك ممن مظاهر هذه المعاناة نحن نعاني حتى هذه اللحظات من المؤسسة الإسرائيلية التي لا تزال تصادر أوقافنا الإسلامية والتي تساوي 1/16 من كل مساحة فلسطين التاريخية، لا زلنا نعاني من هذه المؤسسة التي لا تزال تصرّ على عدم الاعتراف بحق المهجّرين للعودة إلى أرضهم وبيوتهم، بالإضافة إلى عدم الاعتراف بحق العودة، لا تزال هذه المؤسسة تصر على عدم الاعتراف بأربعين قرية في الجليل وسبعين قرية في النقب، لا تزال هذه المؤسسة الإسرائيلية ترفع شعار الترحيل بكل وضوح على ألسنة رجال السياسة والإعلام فيهم، نحن ندرك كل ذلك ، لذلك نحن قلنا ولا زلنا نتبنى إستراتيجية واضحة وثابة ألا وهي إستراتيجية الصمود حتى نلقى الله تعالى.
المؤسسة الإسرائيلية الآن بكل الصراحة بدأ بعض رجالها يطالبون بترحيل قسم منا تحت مبررات لئيمة وخدّاعة وبشكل خاص يطالبون بترحيل منطقة المثلث، وهي قطاع واسع لأهلنا ، وأنا شخصياً ممن يعيشون في هذا القطاع، كذلك فإن المؤسسة الإسرائيلية ترفع شعار تهويد الجليل وتهويد النقب ومعنى تهويد النقب بشكل خاص أنها بدأت تسيطر على كل أرض الأهل في النقب وبدأت تسعى إلى تجويعهم وخنقهم في تجمعات استيطانية محاصرة ، لدرجة أن المؤسسة الإسرائيلية باتت تهدم عشرات البيوت أسبوعياً في النقب ولا أبالغ، بل تهدم قرى كاملة في النقب، خلال هذه الفترة التي نعيشها ، وباتت تهدد بهدم قرى أخرى وعلى سبيل المثال:
أنا أعلم أنهم يهددون بهدم قرية كاملة تسمى قرية (السر) يوجد بها خمسين بيتا بمعنى أنهم يريدون أن يهدموا الخمسين بيت ، نحن ندرك كل ذلك، نحن من أجل التصدي لهذا السلوك الظالم من المؤسسة الإسرائيلية نحن بحمد الله رب العالمين نحاول أن نحافظ على أرضنا ونحاول إعمار أرضنا ونحاول التعاون في بناء كل بيت يهدم، في دائرة عملنا اليومي هناك اللجنة المعروفة لدينا باسم "لجنة المتابعة العليا" التي تمثل كل القيادات السياسية في الداخل الفلسطيني، هناك قاعدة متفق عليها في هذه اللجنة مفادها أن كل بيت تهدمه المؤسسة الإسرائيلية يجب أن نسعى وأن نتعاون فوراً إلى بنائه وهذا ما نقوم به بإذن الله رب العالمين، وحول محاولات نقل البعض منا إلى جهات أخرى نحن ندرك هذه السياسة ونحن ندرك ما بين السطور في هذه السياسة اللئيمة، ولذلك ضرورة بث الوعي بين أهلنا هو أمر هام والحمد لله رب العالمين الوعي موجود ويدركون ما وراء هذه السياسة من مخاطر ولذلك نحن بحمد الله رب العالمين بما أننا نحيط بكل هذه التفصيلات والجزئيات نعرف دورنا ونعرف أن نبقى في أرضنا، ويجب أن لا نرحل من أرضنا سواء كان الواحد منا يسكن في مدينة يافا التي تقع من ضمن المدن الساحلية أو يسكن في مدينة أم الفحم التي تقع في المثلث أو يسكن في مدينة الناصرة التي تقع في الجليل نحن متمسكون بهذا الخيار الوحيد الذي لا نرفض بديلاً عنه وهو أن نبقى حتى نلقى الله سبحانه وتعالى.
· بماذا تفسر المواجهة الدامية التي حدثت بين فتح وحماس ؟
بدايةً أؤكد أن أي مواجهة دامية بين أي طرفين فلسطينيين بغض النظر عن اسم هذين الفصيلين فالخسارة لا شك ستكون على كل الشعب الفلسطيني، ولذلك أنا أتمنى على كل الفصائل الفلسطينية أن نكون نحن أول من يحترم خيار شعبنا الذي قال كلمته في الانتخابات الأخيرة والذي أدلى بصوته بكامل الحرية والنزاهة والسرية، ولذلك لأننا نريد نصرة قضية شعبنا الفلسطيني لا يعقل أن ننصر قضية شعبنا الفلسطيني إذا صادرنا إرادة الشعب الفلسطيني، ومن أبجديات نصرة الشعب الفلسطيني أن نحافظ على إرادة الشعب الفلسطيني وحتى نحافظ على إرادة الشعب الفلسطيني يجب أن نحافظ على نتيجة الانتخابات التي كانت عبارة عن تجسيد لإرادة الشعب الفلسطيني، ولذلك مرة أخرى أقول أنا أدرك أن لشعبنا الفلسطيني من العدد الكافي من العقلاء المخلصين للشعب الفلسطيني وهم موجودون في كل الفصائل الفلسطينية على اختلافها، وأنا على يقين أنهم سيتداركون أي خلاف، وسيسعى الجميع للجم الفتنة لعدم فتح أي طريق لأي محاولة أمريكية أو صهيونية أو أوروبية لاختراق البيت الفلسطيني ومحاولة بث بذور الفتنة والفساد التي يجب أن تكون موقف مرفوض جملة وتفصيلاً ووحدة البيت الفلسطيني يجب أن تكون محل إجماع لا يجوز اختراقها ولا يجوز الجدال عليها ، هذا هو الأساس المطلوب من الجميع الآن وغداً حتى قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، والحمد لله فالفتنة صارت جزءا من الماضي عقب تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.
· هل تعتقد أن هناك أيادي خفية كانت وراء ذلك الخلاف الذي كان بين الفصائل الفلسطينية ؟
طبعاً لا شك في ذلك، منذ اللحظة الأولى التي ظهرت فيها نتيجة الانتخابات أعلنت أمريكا موقفها القبيح والإرهابي من نتيجة الانتخابات الفلسطينية، أعلنت أنها لن تعترف بالحكومة الجديدة، ولن تتعامل مع الحكومة الجديدة ودعت الآخرين إلى عدم التعاون مع الحكومة الجديدة تبعها بعد ذلك الموقف الرسمي الأوروبي وكان من وراء ذلك التحريض الإسرائيلي الذي لا يزال حتى الآن لذلك، والحمد لله أن استطاع شعبنا أن يميز موطن الخطر ،أن شعبنا الفلسطيني يدرك ما أقول جيداً وقيادته تدرك ما أقول جيداً ولذلك نحن بإذن الله على يقين أن قيادات شعبنا الفلسطيني ستقوض هذا الطمع ألاحتلالي الصهيوني الإسرائيلي الذي يريدونه لأنفسهم والذي يفرحهم أن يرو الدم الفلسطيني يراق بأسلحة فلسطينية وأن البيت الفلسطيني يحترق بأيد فلسطينية ، يفرحهم ذلك ونحن يجب أن لا نفرحهم يجب أن يموتوا بغيظهم إن شاء الله تعالى من خلال بقاء الوحدة الفلسطينية والمسيرة الفلسطينية إن شاء الله تعالى.
· ما هو دور المرأة الفلسطينية في مسيرة الرباط والنضال والتنمية التي تعيشونها اليوم ؟
للمرأة الدور الكبير في مجالات مختلفة على سبيل دورها في المؤسسات هناك مؤسسة قامت منذ سنوات وهي مؤسسة "مسلمات من أجل الأقصى" تعمل على تجميع قطاع واسع من النساء لمناصرة المسجد الأقصى المبارك من خلال جمع التبرعات المالية والإسهام في مشاريع مناصرة المسجد الأقصى المبارك هذه المؤسسة تعمل على تنظيم مسيرات واسعة إما لمناصرة المسجد الأقصى المبارك أو لمناصرة بعض قطاعات من شعبنا تمر بمعاناة شديدة ، ولذلك تقوم على سبيل المثال بيوم نفير إلى منطقة النقب، بالإضافة إلى ذلك فإن هذه المؤسسة لها مؤتمراتها ولها مهرجاناتها ولها نشاطاتها الإعلامية، وهناك مؤسسة أخرى تسمى مؤسسة"سند للأمومة والطفولة" والتي تشرف عليها مجموعة من النساء ذوات المؤهلات العلمية المختلفة ما بين شؤون اجتماعية ومؤهلات حقوقية ومؤهلات أخرى يقمن بالسعي بالاهتمام بمشروع البيت وهموم الأمومة والطفولة وكل ما يتعلق بها من تفصيلات، لدينا كذلك مجلة تسمى مجلة إشراقه وهي مجلة نسائية تهتم بشئون البيت وتهتم ما يتعلق به من قضايا وهي ذات نجاح طيب بحمد الله تعالى تكتب بأقلام نسائية، وبالإضافة إلى ذلك هناك لدينا مؤسسة "حراء النسائية" التي تهتم بأكبر عدد من الطالبات بهدف تحفيظهن القرآن الكريم، ولذلك نجحت هذه المؤسسة النسائية لتجميع آلاف الطالبات في هذا المشروع، هناك أيضاً القسم النسائي في جمعية "اقرأ"التي تهتم برعاية الطالبات الجامعيات، وبحمد الله رب العالمين لدينا هناك المئات اللواتي نجحن أن يكملن تعليمهم .
· هل من رسالة لإخوانكم في شتى بقاع العالم الإسلامي ؟
نحن نؤكد قبل كل شيء أننا نعتز بانتمائنا الإسلامي والعربي ونحن نؤكد أن المشروع الصهيوني يوم أن قام فقد قام معلناً الحرب على الله سبحانه وتعالى، ومعلناً الحرب على الحاضر الإسلامي والعربي بما في ذلك الشعب الفلسطيني وعلى هذا الأساس فإن قضية فلسطين لم تكن في يوم من الأيام هي قضية للفلسطينيين فقط بل هي قضية الحاضر الإسلامي والعربي وعلى هذا الأساس فإن مشروع قضية فلسطين لا يجب أن يبقى فقط في الدائرة الفلسطينية يجب أن يكون مشروع المناصرة مشروع إسلامي وعربي ويجب أن تكون مناصرة القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك هي عبارة عن قضية إسلامية وعربية ونحن لا زلنا على يقين مع حالة الضعف السياسي والعسكري التي يمر بها الحاضر الإسلامي والعربي، إلا أننا لا زلنا على يقين أن الخير في هذا الحاضر قائم ودائم ونحن على يقين أن هذا الحاضر الإسلامي والعربي سينجح في أن يتجاوز حالة هذه الضعف إلى حالة قوة وحالة الفرقة إلى حالة وحدة وأن يتجاوز حالة الوهن إلى حالة عزة بإذن الله رب العالمين، ونحن على يقين بأن هذا الشيء هو أساس ضروري لنصرة قضية فلسطين ولنصرة قضية القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك.
_________________