عالم السياحه

موضوع: عالم السياحه الأربعاء يونيو 27, 2007 2:06 pm

--------------------------------------------------------------------------------

شمال روسيا.. إقليم كاريليا

بقلم فاديم ليسونين، مدير مركز الإعلام بجمهورية كاريليا, 28 مايو 2004

شمال روسيا.. إقليم كاريليا

من يريد ان يدرك كنه روسيا فعليه ان يزور شمالها ليرى الغابات البكر التي لا يجد المرء مثيلا لها في أي مكان آخر بالقارة الأوروبية، وما أنشأه الإنسان من معابد ومنازل تنسجم مع الطبيعة. ولا يزال الناس في الشمال الروسي يحتفظون ببعض ما كان يلازم حياة أسلافهم بما في ذلك ما يرجع إلى عقيدتهم الوثنية. ولا يجد الإنسان المعاصر نقوشا ورسوما محفورة على الصخور يكاد يعادل عمرها مثلي عمر أهرامات مصر، إلا في الشمال الروسي. ويرى بعض الباحثين انه وقعت هناك بلاد الغيبيربوريا الأسطورية التي مثلت منبعا للحضارة الأرضية.

بحر من البحيرات

يوجد في كاريليا أكثر من 61 ألف بحيرة. وتحتل كاريليا المرتبة الأولى في روسيا وفي العالم في حصة البحيرات لكل ألف متر مربع من المساحة. ومن بين بحيرات كاريليا ما هو صغير ومغمور وما هو كبير ومشهور مثل بحيرة لادوغا وبحيرة اونيغا اللتين تعتبران من أكبر بحيرات أوروبا. وترتبط البحيرات الكبيرة ببعضها البعض عن طريق الأنهار. ويوجد في كاريليا حوالي 27 ألف نهر. ان ضفاف بحيرات كاريليا جميلة جدا، ومعظمها صخرية. وتكون الصخور التي تحد البحيرات شامخة وحادة أو منحدرة طواها الجليد الذي زحف على المعمورة في عصر سحيق جدا، ولهذا يسميها الناس "جبين الخروف". وكثيرا ما تغرق ضفاف البحيرات في الرمال أو المخثات. وقلما تكون الضفاف مكشوفة، إذ تحيط بها الأحراش الغنية بالثمار والكمأة.
وأكثر ما يشد انتباه زوار هذه المنطقة شلالات كاريليا. ويقع في كاريليا بحر شديد القساوة وهو البحر الأبيض وهو البحر الداخلي الوحيد في روسيا. وله سمات أخاذة. ويتميز هذا البحر بحيواناته بما فيها الحيتان، وجزره المنقطعة النظير وتاريخه المجيد.
وتشغل المناطق الطبيعية المحمية حوالي مليون هكتار أو 3ر5 في المائة من مساحة كاريليا. ويقع على بعد 50 كلم عن مدينة بتروزافودسك أول مصح في روسيا أسسه الإمبراطور بطرس الأول قبل 280 عاما. وتوجد في هذا المكان المعروف باسم "مارتسييالني فودي" ينابيع مياه معدنية ناجعة تحتوي على نسبة حديد لا مثيل لها في العالم.

نقوش ورسوم أثرية

ان كاريليا غنية بالآثار متمثلة في النقوش على الصخور. وتفيد إحصائيات تقريبية ان العدد الإجمالي للرسوم المنقوشة على الصخور في العالم يبلغ 20 مليون نقش تتركز في ما يزيد عن 20 ألف قطاع في 78 بلدا.
وما يوجد في كاريليا من النقوش على الصخور ذاع صيته في أنحاء العالم. وتتركز نقوش كاريليا في شمالها بالمنطقة المطلة على البحر الأبيض وفي جنوب شرقها وفي شرق بحيرة اونيغا. وتزخر بالنقوش جوانب الصخور المطلة على الغرب وجنوب الغرب. ولم يأت هذا هكذا بالصدفة، فالرياح التي تهب في الغالب من الغرب وجنوب الغرب، جعلت سطح الصخور المطلة على الغرب وجنوب الغرب أملس.
واكتشف باحثو الآثار كما هائلا من الآثار الأخرى في بحيرة اونيغا والبحر الأبيض.
ويظل المحيط الطبيعي للصخور التي تحتوي على النقوش في منطقة بحيرة اونيغا كما هو منذ 6 آلاف سنة. ولكن لم يعلم العلماء بوجودها إلا قبل 150 سنة. وأشاد جميع الباحثين بالخصوصية المتميزة لنقوش اونيغا. فقد وصف أحدهم ما رآه بأنه معبد هائل تمثل السماء قبته بينما تشكل الصخور التي تحتوي على النقوش جدرانه. أما المذبح فهو الأفق الذي يمتد إلى الشمس.

معابد قديمة

خلف الشعب السآمي الذي قطن في هذه المنقطة في عصر سحيق، آثارا فريدة وملغزة تتمثل في قطع الصخور او الحجارة التي استخدمت كمصليات، والمتاهات وهي عبارة عن أسوار دائرية من الحجارة التي تشكل الدروب الملتوية الحلزونية التي تمتد إلى مركز المنشأة ويتراوح قطرها بين 5 و20 مترا. ولا يزال الغموض يكتنف الغرض الذي أنشئت من أجله هذه المتاهات. وقد تكون لها صلة بالسحر أو عبادة الموتى. إلا ان الباحثين لم يسوقوا حججا دامغة تؤكد فرضياتهم.
واكتشف باحثو الآثار نحو 800 منشأة مختلفة من الحجارة في مجموعة جزر كوزوف في كاريليا. وعثروا في أكبر جزيرتين – نيميتكسي وروسكي – على بقايا المعابد الهائلة التي لا يوجد لها مثيل في العالم.

محمية "كييجي" الأثرية

توجد في كاريليا آثار تاريخية مهمة تم تسجيلها لدى منظمة اليونسكو في لائحة التراث العالمي وتقع هذه الآثار في جنوب شبه جزيرة زاونيجسكي حيث تقع مجموعة من الجزر الصغيرة التي تحمل الواحدة منها اسم كيجي ومعناها العيد.
ووقعت هنا معابد وثنية في غابر الزمان، ثم ظهرت في مكانها معابد مسيحية خشبية. واحترقت هذه المعابد بسبب من العاصفة الرعدية. وعاد الناس إلى هذا المكان في مطلع القرن الـ18 لينشئوا في البداية معبدا شتويا ذا 9 قبب، ثم ظهر معبد مسيحي آخر له 22 قبة في عام 1714. واكتملت اللوحة المعمارية البديعة هناك في عام 1874 عندما أقيم برج الأجراس الكنائسية. وهذا هو المجمع المعماري الوحيد في العالم اليوم الذي يضم المعابد الخشبية ذات القبب المتعددة.

جزيرة فالآم

أنشئ في القرن الـ14 في جزيرة فالآم التي تقع في بحيرة لادوغا (جنوب غرب كاريليا) دير أرثوذكسي وهو أحد اكبر الأديرة في روسيا. وأعيد بناؤه في نهاية الثمانينات من القرن العشرين. وتجاور المعالم الأثرية التي تشتمل على المعابد والحدائق ومقبرة الدير وغير ذلك من الإنشاءات الهندسية، مظاهر الطبيعة الفارهة. وتعتبر جزيرة فالآم قبلة الحجاج الأرثوذكس في روسيا.

دير سولوفكي

يعتبر دير سولوفكي من أهم معالم المنطقة. وكانت قرى ناحية كيمسك تتبع لهذا الدير الذي أسسه رهبان قدموا من دير فالآم.
وتمثل جزر سولوفكي درة الشمال الروسي من الناحيتين الطبيعية والتاريخية. وتضم مجموعة جزر سولوفكي ست جزر كبيرة وأكثر من مائة جزيرة صغيرة. وتبلغ مساحتها حوالي 300 كيلومتر مربع وفيها أكثر من 500 بحيرة تربط قنوات اصطناعية بين بعضها.
ويشكل دير الخلاص والتجلي عصب الحياة في مجموعة الجزر هذه على مدى ستة قرون تقريبا. وأسسه القديسان زوسيما وسافاتي في عام 1429..
ان جزر فالآم وكيجي وسولوفكي بما تحويه من آثار تاريخية، لا تمثل أهم معالم كاريليا فحسب بل تعد أهم رموز التراث الثقافي الروسي والعالمي.
WWW.KARELIATOUR.INFO

» عالم السيارات
» عالم الغد
» عالم النور
» غرائب فى عالم كره القدم
» الأردن وروسيا من وجهة نظر عالم السياحة