أحمد فتحي – إسلام أون لاين.نت
مناهض للسياسة الأمريكية يجسد بوش وهو يتلاعب بالكرة الأرضية
خرج المنتخب الأمريكي لكرة القدم من الدور الأول لمونديال ألمانيا بعد أن ذاق مرارة الإحساس بظلم الحكام و"المحاباة" للكبار في عالم الساحرة المستديرة.
وبدى العملاق الأمريكي، الذي يحاول فرض عولمته في أرجاء المعمورة، كالقزم في واحدة من أهم مظاهر العولمة، وهي رياضة كرة القدم.
فقد مني أولاد العم سام بهزيمتين أمام منتخبي التشيك وغانا، وتعادل مع المنتخب الإيطالي؛ ليودع كأس العالم مع انتهاء مباريات الدور الأول الجمعة 23-6-2006.
ضربة جزاء
المدير الفني للمنتخب الأمريكي
وأرجع المدير الفني للمنتخب الأمريكي بروس ارينا هذه النتائج بشكل أساسي إلى "الظلم الذي تعرضه له منتخبه" من الحكام.
فعقب مباراة المنتخب الأمريكي مع نظيره الغاني الخميس 22-6-2006، انتقد ارينا بشدة ماركوس ميرك حكم المباراة الألماني، منحيا عليه باللائمة في هزيمة منتخبه بهدفين مقابل هدف واحد، واتهمه باحتساب ضربة جزاء لغانا دون وجه حق، وهو ما أجمع عليه خبراء الكرة في معرض تحليلهم للمباراة.
وسجل من ضربة الجزاء "ستيفن ابياه" هدفا ثانيا لغانا في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع في الشوط الأول، وهو ما أكد صعود منتخب بلاده إلى دور الـ 16 الذي بدأت مبارياته السبت 24-6-2006.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن ارينا قوله: "المنتخب الأمريكي لعب بجدية، غير أنني أشعر بخيبة أمل حيال قرار الحكم الألماني بمنح ضربة جزاء لفريق غانا سجل منها هدفا حسم المباراة"، مشيرا إلى أن هذا القرار الخاطئ أصاب لاعبيه بالإحباط.
وعلقت على المباراة صحيفة "أخبار اليوم" المصرية السبت قائلة: بينما تعرض المنتخب الأمريكي لظلم تحكيمي واضح في ملاعب كرة القدم أسفر عنه فوز المنتخب الغاني، تعرض خارج هذه الملاعب، الرئيس الأمريكي جورج بوش لاحتجاجات خلال انعقاد القمة الأوربية - الأمريكية أواخر الأٍسبوع الماضي في العاصمة النمساوية فيينا؛ تمثل أبرزها في قيام أحد المناهضين لواشنطن بارتداء "قناع" لوجه بوش بينما يتلاعب بمجسم للكرة الأرضية، كتعبير عن سياسات الهيمنة الأمريكية على العالم.
"فيتو تشيكي"
مظهر آخر لتعرض الأمريكان للظلم في مونديال ألمانيا تمثل في طرد حكم مباراته مع المنتخب الإيطالي يوم 12-6-2006 لاعبين أساسيين ليستكمل المنتخب الأمريكي مباراته في الشوط الثاني بتسعة لاعبين فقط.
وانتهت هذه المباراة بالتعادل بهدف لكل منهما. ورأى خبراء في كرة القدم أن الطرد لم يكن مستحقا.
وفي مستهل مشوارها في نهائيات كأس العالم منيت الولايات المتحدة بالهزيمة أمام التشيك بثلاثة أهداف نظيفة؛ وهو ما ووصفه الخبراء الكرويون بهزيمة ساحقة و"فيتو" رفعه التشيك في وجه أمريكا. في إشارة إلى حق النقض (الفيتو) الذي تتمتع به الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي، وتستخدمه في أكثر من مناسبة لإجهاض قرارات الشرعية الدولية.
"مرونة ومحاباة"
ويرى الناقد الرياضي وليد رشاد في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" السبت أن "هناك توجيهات غير معلنة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) للحكام بالمرونة والمحاباة قليلا لصالح القوى العظمى في عالم كرة القدم والمتمثلة في دول أوربا وأمريكا اللاتينية لضمان استمرارها في منافسات المونديال على حساب الفرق الصغيرة".
وعزا ذالك إلى أن "الاتحاد الدولي يسعى إلى استثمار جماهيرية وشعبية الكبار في عالم كرة القدم من أجل شباك التذاكر والإيرادات داخل ملاعب المونديال أو عبر العالم من خلال الاشتراكات لمشاهدة المباريات".
ولفت "رشاد" إلى أن "الولايات المتحدة ليست من الكبار في عالم كرة القدم بل من الصف الثاني أو من الفرق الصغيرة، وبالتالي تنسحب المحاباة والظلم عليها، وهو ما اتضح في خسارة منتخبها أمام غانا وتعادله مع إيطاليا".
تعتيم
وأشار الناقد الرياضي إلى أن "السياسات الأمريكية الظالمة كان له انعكاسها في المونديال، حيث لم يحظ الفريق بتشجيع جماهير غير أمريكية في الملاعب طيلة مبارياته الثلاث، خلافا لفرق أخرى تمثل دولا صغيرة مثل توجو التي نالت تشجيعا قويا من جماهير ألمانيا، وغيرها".
وأضاف "رشاد" أن "العلم الأمريكي، على خلاف باقي الدول الـ 32 المشاركة بالمونديال، لم يرفع على حافلات نقل لاعبي المنتخب حتى لا يستدل على هويتهم، وذالك خشية تعرضهم لهجمات الرافضين للسياسة الأمريكية".
ولم يشارك المنتخب الأمريكي طيلة نصف قرن تقريبا في بطولات كأس العالم التي بدأت عام 1930 في أورجواي، حيث تغيب خلال الفترة بين عامي 1950 و1990.
ومنذ مونديال 1994، الذي نظمته الولايات المتحدة، نجح المنتخب الأمريكي في التأهل لنهائيات كأس العالم ثلاث مرات على التوالي في أعوام: 1998 و2002 و2006.