سياره تطير بدون اجنحه

كشف النموذج الجديد الذي طورته شركة بي إم دبليو الألمانية العملاقة تحت اسم سي إس عن فلسفة جديدة في تصميم السيارات. وتقول بي إم دبليو أكبر منتج للسيارات الفارهة في العالم إن سيارة المستقبل التي كشفت النقاب عن نموذجها التجريبي في معرض شنغهاي الدولي للسيارات بالصين تعتمد على فلسفة (التصميم حسب الطلب) وأنها تكشف عن رؤية بي إم دبليو للمستقبل وليس مجرد تطوير طراز جديد من السيارات.

والنموذج التجريبي الجديد سي إس ينتمي إلى فئة السيارات الفارهة ذات المقاعد الأربعة ويتولى تطويرها حاليا فريق من المهندسين والمصممين في إدارة التصميم التابعة للشركة بمدينة ميونيخ الألمانية ويأتي من خلال عدة تصميمات داخلية وخارجية ليصبح واحدا من سيارات المستقبل خلال السنوات المقبلة.

=ويتجه المهندسون إلى زيادة عرض السيارة في المؤخرة للتأكيد على طابعها الرياضي مع زيادة طولها أيضا حيث يزيد العرض بمقدار 40 سم ليصل إلى 1.97 متر تقريبا والطول بمقدار 67 سم ليصل إلى 5.106 متر مقارنة بسياراتها القياسية من الفئة السابعة.

في المقابل فإن المصممين اختاروا تقليل ارتفاع السقف بمقدار 12.4 سم إلى 1.367 متر مقارنة بالسيارة بي إم دبليو الفئة السابعة بهدف تقليل مقاومتها للهواء وبالتالي زيادة قوتها وتقليل استهلاكها للوقود وإضفاء المزيد من الطابع الرياضي الرشيق.

حامض نووي

وتقول الشركة الألمانية إن سيارة المستقبل سي إس رغم أنها تمثل فرس الرهان في المستقبل فإنها تحمل (الحامض النووي) لسيارات بي إم دبليو بمعنى الحرص على استمرار الملامح المميزة لسيارات الشركة الألمانية في سيارة المستقبل.

يسعى المهندسون إلى إعادة تصميم الشبكة الأمامية التي تأخذ الشكل المميز لسيارات بي إم دبليو بهدف تحسين معدل تدفق الهواء إلى المحرك القوي للمساعدة في تبريد المحرك وتحسين أدائه.

وحتى الآن يتجه المهندسون إلى الاستعانة بمحرك ذي عشر صمامات بسعة خمسة لترات وهو أقوى المحركات المتاحة في فئة السيارات الرياضية حاليا. في الوقت نفسه فإن سي إس تستخدم تكنولوجيا متطورة في أنظمة الإضاءة التي تعتمد على صمامات الضوء الثنائية التي تحقق مستويات غير مسبوقة من الإنارة. في الوقت نفسه فإن تصميم مقدمة السيارة الانسيابية ووضع مصابيح الإضاءة يزيد من شدة الإضاءة ووضوح الطريق. وفي الوقت الذي تتيح فيه هذه التكنولوجيا مستويات عالية للغاية من الإنارة فإنها لا تسبب أي صعوبة في الرؤية بالنسبة لسائقي السيارات في الاتجاه المقابل مقارنة بأنظمة الإضاءة التقليدية.

أما تصميم سي إس الخارجي فهو يعكس إحساسا هائلا بالجمال والانسيابية حيث تتناغم المنحنيات الخلفية مع قوس العجلات الخلفية. كما أن مقابض الأبواب تبدو على نفس مستوى إفريز الزجاج السفلي بحيث يظل سطح الباب الخارجي ناعما تماما بدون أي بروز. في الوقت نفسه فإن المقابض تعمل بوحدة إلكترونية مزودة بأجهزة استشعار عن بعد بحيث يتحرك المقبض إلى الخارج بمجرد امتداد يد السائق نحو الباب.

سيراميك

ولأول مرة تستخدم بي إم دبليو خامة السيراميك في إنتاج وحدات التحكم وبعض المعدات في سيارات المستقبل.

وتقول بي إم دبليو إن النموذج الاختباري الجديد يجمع بين مزايا السيارة الفارهة وسمات السيارة الرياضية في مزيج (فريد لم يره أحد من قبل) وأكدت على أنها تسعى بهذه السيارة الفريدة إلى الدخول إلى مجال لم تقترب منه من قبل.

ويقول الخبراء إن سي إس ستكون منافسا قويا للسيارات الأخرى من هذه الفئة مثل أشتون مارتن رابيد وبورش باناميرا وتتفوق على سيارات مرسيدس بنز من فئة سي إل إس.

يقول أدريان فان هويدونك مدير التصميم في بي إم دبليو إن النموذج سي إس هو خطوة إلى الأمام في اتجاه المستقبل حيث تريد الشركة (إنتاج سيارة رياضية كبيرة دون أن تبدو ثقيلة على الأرض). ومن المتوقع أن يكون النموذج التجريبي سي إس بمثابة الجيل الجديد من سيارات الفئة السابعة

ومهما كان الحرص على النعومة والانسيابية والنمط الرياضي في النموذج سي إس من الخارج فإن بي إم دبليو لم تتهاون في توفير أقصى درجات الفخامة والرفاهية في التصميم الداخلي حيث يقول أحد الخبراء إن بي إم دبليو جعلت من صالون سي إس تحفة فنية متكاملة الأركان مع الحرص على تحقيق أقصى استفادة ممكنة من المساحات المتاحة لتعميق الشعور بالاتساعة.

وقد تم تجهيز صالون سي إس بكل ما وفرته صناعة التكنولوجيا المتقدمة حيث يشعر السائق أنه في قمرة سفينة فضاء يتعامل مع كل وظائفها بالضغط على مجموعة أزرار وأحيانا يصدر أوامره بالصوت فيتم تنفيذها مباشرة.

ويقول مهندسو بي إم دبليو إنهم ومنذ اللحظة الأولى للتفكير في التصميم الجديد اتفقوا على ضرورة إنتاج تحفة تكنولوجية حيث يتم تشغيل مجموعة أجهزة الترفيه وتشمل مشغل ملفات إم بي 4 ومسجل وراديو قادر على استقبال المحطات الإذاعية عبر الأقمار الصناعية بالإضافة إلى نظام ملاحي متصل بالأقمار الصناعية وقادر على استقبال الإرشادات والتعليمات الخاصة بالحالة المرورية على الطريق سواء كانت نصية مقروءة أو صوتية مسموعة.

ويتضمن النموذج الجديد جهاز كمبيوتر لمراقبة أداء المكونات الكهربائية والميكانيكية للسيارة سواء لتحذير السائق في حالة وجود أي خلل أو لإصدار ما يشبه التقرير عن مكان الخلل أو العطل بحيث يسهل الوصول إليه.

ولما كانت سي إس تخوض المنافسة على جبهتين هما جبهة السيارات الرياضية وجبهة السيارات الفارهة فقد تم توفير كل وسائل الأمان المتاحة وفي مقدمته مجموعة وسائد هوائية لحماية الركاب الأربعة في السيارة ونظام مكبح متطور يشمل نظام مانع الانزلاق ونظام التحكم الإلكتروني في الاتزان ونظام تعليق متطور قدر على امتصاص الاهتزازات.






تحلق بدون اجنحة

كما سيتم تزويد الطراز الجديد بمجموعة أنظمة للتحذير والإنذار في حالة ظهور خطر التصادم سواء من الخلف أو من الأمام بحيث يمكن للنظام الإلكتروني لتعديل مسار السيارة إذا لم يكن رد فعل السائق بالسرعة المطلوبة.

ورغم الاعتماد على مادة الألمونيوم في إنتاج العديد من الأجزاء الميكانيكية وبخاصة المحرك للاستفادة من المرونة الفائقة لهذه المادة وخفة وزنها من ناحية وقدرتها العالية على تحمل ظروف التشغيل الصعبة فإن بي إم دبليو اختارت استخدام خامات جديدة في إنتاج بعض المكونات منها الألياف الزجاجية القوية ومادة السيراميك التي تعطي قوة هائلة ومرونة عالية. كما تم تدعيم هيكل السيارة بمجموعة من قضبان الصلب لتوفير الحماية الكاملة في حالة حوادث الانقلاب رغم كل عوامل الأمان التي تجعل من مثل هذه الحوادث مجرد احتمال ضئيل.

ويتفق الخبراء على أن التصميم الذي ظهرت به سي إس يساعدها على خفض مقاومة الهواء إلى مستويات قياسية الأمر الذي يؤهلها (للتحليق فوق الأرض) بدون أجنحة.

ويقول الخبراء إن تصميم صالون سي إس انطلق من فكرة (السائق أولا) حيث يعطي السائق دائما شعورا لا يتبدد بأنه يسيطر تماما وطوال الوقت على كل وظائف السيارة. ولعل أقرب مثال على ذلك هو قرب المسافة بين عجلة القيادة وعصا نقل الحركة إلى جانب وجود العديد من أزرار التحكم في وظائف السيارة في عجلة القيادة.