يا ليتني ما رجعت
قررت الرحيل عنك بحثا عن الراحة
وعندما ابتعدت وجدت العذاب وجدت الأسى وعرفت الفراق
ومع ذلك قاومت
أبحرت في بحر الذكريات دون قارب
وقفت في وجه تيارات الحزن صامد
تحديت مخاطر العمر لست بابه
وعندما حققت غايتي
رجعت.....ويا ليتني ما رجعت
لقد عرفت يا سيدتي كاملة ولكن اعذريني لقولي بان معرفتي كانت ناقصة
لقد عهدتك دائما تتحلين
بدفء الصيف ورهبة الخريف
خير الشتاء و نضارة الربيع
فرح الأطفال و فجر النهار
أما بعد ما جرى ففتكرتي
بأنك الصيف و أنك الخريف
أنك الشتاء و أنك الخريف
أنك الفرح و أنك النهار بحد ذاته
أأنا تغيرت أثناء سفري
أم سفري هو الذي غيرني
أأنا نسيت طباعك
أم أن طباعك هي التي نسيت نفسها
أأنا الذي نضج عقلي
أم أن عقلك هو الذي يحاول النضوج
أحدث شيء لي أثناء غربتي
أم أنت التي حدث لك كل شيء
لقد تغربت لأجلك
وأنت بقيت لأجل غيري
أنا أفنيت عمري فدائك
وأنت قضيت على عمرك فداء للمجهول
لقد تمسكت بمبادئي لأجلك
أنت تنازلتي عن مبادئك لمن
لقد علمتني النظر إلى الحياة بفرح
وأنت نظرت إليها بتشاؤم
لقد علمتني الصيد في رمال الصحراء
ونسيت أنت الصيد في مياه البحار
لقد أعطيتني عطر الزهور و أخذت أنت الم أشواكها
أكان ذلك فداء منك أم كان ابعد منك لي
أكان معي الحق في القول يا ليتني ما رجعت
أم كان هناك مبالغة في ذلك
ثم تركت قلمي و عدت إلى حاضري و أنا أتمتم يا لبتني ما رجعت