رحله فى زمن الصمت

بعد عناء السفر الطويل عندما تنهك من الترحال وتنهار قوة جسدك ...تقف مع نفسك لتحاكيها قليلاَ عن مدى تعاستك تخرج من فمك كلمات لا تعرف معناها ولكنها مستوطنةَ في قلبك وكأنها سهم نابت لا تستطيع إلا أن تبوح بها ...كلمة تتساءل بها عن معنى وجودك في الحياة وكلمة تعبر فيها عن مدى غضبك واستياءك من المآسي التي تعرضت إليها خلال رحلتك الشاقة ....وكلمة أخرى تعبر فيها عن حبك وصراعك الداخلي مع نفسك التي تتأرجح ما بين الحقيقة والخيال .....تقف هناك حائراً متأملاَ الغروب ...غروب الشمس القاتل حيث تنهي يومك مودعاَ كل آلامك وكل تلك الدموع التي تناثرت من عيونك الملتهبة لترسم لوحة عذاب آخر نمضيه مع الأيام .....تهيم بخطاك تهرب بأفكارك من الواقع .....المرير لتجد نفسك في دوامة المجهول تصارع الأوهام وقلبك المحطم الذي يصرخ ...و يصرخ من شدة الألم في تلك الدوامة يمضي......ويمضي عمرك مثل سفينة في بحر الضياع ولكن دون ربان يحدد وجهة مسيرتك القادمة في ذاك البحر لا تجد سوى ألمك وحزنك وصراع الأيام يخذلك.....وألوان غروب مخيفة تقتل الأمل في قلبك و تشعرك بألم الحياة وقسوتها.